الماء سر وجود الحياة ، وهذه الثروة العظيمة يجب الحفاظ عليها ، فلا حياة ولا وجود دونها .
الماء معجز في كل شيء.. في تركيبه.. ووظيفته..
أما تركيبه الكيميائي فبسيط جدا ..ذرتا هيدروجين (أصغر عنصر كيميائي) وذرة أوكسجين.
و من الأمور المعجزة أن الماء لا يحتاج إلى هضم، وهذا الأمر ليس سهلاً فلو أنه احتاج إلى هضم، فسيحتاج إلى أنزيمات هاضمة أو هرمونات، ولو نقصت أو اختلت كما يحدث لمرضى السكر حيث يفقد تأثير هرمون الأنسولين، فلن يستطيع الجسم إيصال السكر للخلايا، ولو حدث هذا للماء لما استطعنا الاستفادة منه ولتوفي المريض في الحال.
ولم يرد ذكر مادة في القرآن الكريم كما ذكر (المــاء) حيث ذكر فيما يقارب (61 (آية وهذه بعض الآيات القرآنية المباركة التي ذكر فيها الماء:
قال تعالى :
[و أنــزلــنــا مـن الـسـمـاء مــاء بـقـدر فــأسـكــنــاه فــي الأرض]
سورة المؤمنون/الآية 18
وقال تعالى :
[فإذا أنزلنا عـلـيـهـا الـمـاء اهـتـزت وربــت وأنبتت مــن كـل زوج بهيج]
( سورة الحج/الآية 5)
وقال عز وجل :
[وهـو الـذي يـرسـل الـريـاح بـشـراً بـيـن يـدي رحـمـتـه حـتـى إذا أقـلـت سـحابــاً ثـقــالاً سـقـنـاه لـبـلــد مـيـتٍ فأنزلنا بـه الـمـاء]
(سورة الأعراف/الآية 57)
ولا عجب أن تشكل المياه ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية لما لها من أهمية وغاية كبيرة للإنسان والحيوان والنبات . هذا المصدر المهم والأساسي للحياة علي الأرض يتهدده الخطر من ناحية كمية المياه الصالحة للشرب والاستهلاك البشري.
ويُعتبر الماء الصحي مطلبا حيويا لسلامة الإنسان ومحافظته على صحته. وتتأكد الضرورة تلك في حالة الذين يُعانون من اضطرابات في المناعة كمرضى السكري أو الأطفال الصغار أو كبار السن أو الذين يتناولون أدوية خافضة للمناعة أو لمعالجة الحالات السرطانيةوغيرها.
ولا تزال عدة هيئات صحية عالمية تُؤكد وتشدد على ضرورة الاهتمام باستخدام الأنواع الصحية الجيدة من المياه، نظراً لأن الكثير من الأمراض المعدية في كافة أرجاء العالم، المتقدم وغير ذلك، لا تزال تعصف من آن لآخر بالمجتمعات.
ونحن في هذه المنطقة من العالم ، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف يجب علينا أن نكون في مقدمة الشعوب التي تسعى لنهج الأساليب السليمة والعلمية في التعامل مع الماء والحفاظ عليها وعلى نظافتها وتنقيتها وتعقيمها بالطرق الصحيحة والسليمة والغير مضرة بالصحة والبيئة لتكون مصدراً للحياة وليس للأمراض والموت لا سمح الله فهي أغلى كنوز الأرض وأندرها التي خلقها الله عز وجل .
الحـاجـة إلى المــاء...
مراتب الحاجة إلى الماء تسعة تبدأ بـ "العطش" وتنتهي بـ "القاتل"
يحتاج الإنسان إلى 3 ليترات من الماء يوميا ولابد من توفر الماء في الجسم بنسبة معينة لا تزيد أو تنقص حتى يتمكن من الحياة.
ويعمل الماء عمل زيوت التشحيم أثناء حركة العضلات والأنسجة لتقليل احتكاكها، لهذا عندما يختل التوزان المائي يتيبس الجسم، كما أنه مركب أساسي للدم، ولو اختلت نسبة البروتين التي تنظم سيولة الدم لتجمع الماء في الساقين، لأن الماء ثقيل فتجذبه الأرض، في حين يجف الدم في الجزء العلوي، لهذا يحدث نوع من التورم للساقين لدى الحوامل عندما يختل ذلك التوازن قليلاً.
ومن أهم وظائف الماء في الجسم أنه ينظم درجة الحرارة من خلال التعرق، أيضاً يفرز الجسم حوالي 8 لترات من الأنزيمات غالبيتها ماء، واختصارا فوظائف الماء لا تعد ولا تحصى، وكما قال الله تعالى [وجعلنا من الماء كل شيء حي] .
أثبتت الدراسات أنه كلما تقدم الإنسان بالعمر نقصت نسبة السوائل في جسمه، فهي تصل إلى 77% من وزن الجسم عند الرضع، وعند عمر 40 سنة تكون في حدود 60% عند الرجال و50% عند النساء، ولكن بعد عمر الستين تتناقص لتكون 52% عند الرجال و27% عند النساء، لهذا قد يعطش الشاب ويتحمل جسمه العطش، ولكن كبير السن وخصوصاً النساء تتأثر أجسامهن بأي نقص، مما يؤدي للجفاف.. ثم الوفاة.. لذلك نوصي الجميع بتقديم السوائل لجميع أفراد العائلة، ونخص كبار السن وبالذات النساء.
قبـل أن تـشــرب.. !
الماء أصل الحياة ولكن قد يكون أيضا نهاية لها.
فيما يلي بعض المخاطر التي يحتوي عليها كوب من ماء الحنفية:
أ- التلوث بأحد المعادن الخطيرة.
ب- التلوث بالمواد الكيماوية والمخلفات الزراعية.
ت- التلوث بالنفايات الحيوانية والبشرية.
ث- التلوث بالميكروبات والفيروسات المعدية.
ج- بالإضافة إلى الأتربة والشوائب الأخرى و الرائحة والطعم الغريب.
وسنتناول في هذه المقالة بعض أنواع من هذه الملوثات وأعراض الإصابة بها وطرق الحل.
التلوث بالرصاص
تعتقد وكالة حماية البيئة بأن 20 بالمئة من حالات التلوث بالرصاص مصدرها الماء الصالح للشرب. وتقدر الوكالة بأن 10 إلى 15 % من الأشخاص يحملون كميات خطيرة من هذا العنصر المعدني في أجسامهم وتأتي هذه المشكلة بشكل أساسي من الأنابيب الرئيسية، والسباكة، واللحام أو الحنفيات النحاسية في المنازل. ويوجد 15 جزيء من الرصاص في بليون جزئي من الماء وهذه نسبة خطيرة خصوصاً للأطفال والنساء الحوامل.
إن التعرض لكميات صغيرة جداً من هذه المادة يمكن أن يلحق الضرر بالخلايا العصبيةَ، ومن ضمنها القدرة على القراءة. وعلى خلاف أكثر الملوثات، التي تستغرق سنوات لتظهر مشاكلها، يسبب الرصاص تأثيرات فوريةَ.
أعراض التسمم بالرصاص:
انعدام الشهية، الغثيان والقيء.
الإعياء ونقص الطاقة.
الصداع.
الإمساك أو الإسهال.
خسارة المهارات التطويرية المكتسبة .
فقر الدم أو انخفاض كريات الدم.
نقص نسبة الذكاء.
مشاكل في الذاكرة وصعوبات في التعلم.
انخفاض القدرة على التنسيق .
الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الرضيع عند الولادة.
الإجهاض.
الحل:
1. تركيب فلتر أو مرشح يقوم بإزالة الرصاص من ماء الشرب.
2. كما يمكن التخلص من الرصاص عن طريق فتح الحنفية من دقيقة إلى دقيقتين قبل الشرب.
3. أن وجود الكلور في الماء العامل الرئيسي لتآكل شبكة أنابيب مياه المدينة والمنزل معاً مع مرور الزمن وهذا هو السبب الرئيسي لمشكلة تراكم الرصاص فيها وبالتالي في الجسم. إذا كانت الأنابيب في منزلك قديمة ننصحك بتفقدها واستبدالها ومن ثم تطبيق طرق تعقيم للمياه لا تدخل فيها مادة الكلور مثل طريقة التعقيم بالتنشيط الكهروكيميائي للحفاظ على صحتك وصحة عائلتك.
التلوث بالزرنيخ
بينما يسهل إزالة الرصاص نسبياً من الماء، تعتبر إزالة الزرنيخ أصعب وأغلى. يدخل عنصر الزرنيخ إلى نظام إمداد المياه من الموارد الطبيعية المتوفرة تحت الأرض أو عن طريق التلوث الصناعي أو الزراعي. حتى المستويات التي سمحت بها وكالة حماية البيئة أظهرت احتمال للإصابة بالسرطان أعلى من أي ملوث آخر.
أعراض التسمم بالزرنيخ:
القيء والغثيان.
الم معوي شديد.
الم في المريء.
إسهال مزمن على شكل سائل.
وفقاً لأحدى التقارير الصادرة عام، 1999 ، فأن الاستهلاك اليومي حتى لو كان بنسب منخفضة قد يسبب سرطان المثانة، وسرطان الجلد، وسرطان الرئةَ. بينما الكميات الكبيرة منه يمكن أن تكون سامة جداً، وغالباً ما توجد المستويات المرتفعة من الزرنيخ في المناطق الزراعية، وحيث يسهل تلوث مصادر المياه الجوفية، والآبار الخاصة أو العامة.
الحل:
تركيب فلتر أو مرشح يقوم بإزالة الزرنيخ وبشرط أن يكون حاصلاً على موافقة وزارة الصحة لإزالة الزرنيخ من الماء.
التلوث بمنتجات التطهير
يأتي الشكل التالي من التلوث بشكل مفاجئ من مادة الكلور المستعملة لقتل البكتيريا في الماء. حيث يقوم الكلور بالقضاء على الكوليرا والزحار. وكانت دراسات وتقارير عدة سابقة قد لمحت الى أن ثمة أضرارا محتملة للمواد الكيميائية المضافة الى المياه، والكلور أحد أهمها، بغية تعقيم المياه وتهيئتها للشرب أو غيره من الاستخدامات. وعللت الأمر بأن ثمة مواد كيميائية تتكون نتيجة التفاعلات في المياه والظروف المحيطة بها، ما قد يؤدي الى ظهور السرطان في الجسم مثل سرطان المثانة وسرطان الرئة. وتحديداً قالت الدكتورة كريستينا فييللانيوفيا، من مؤسسة ميونيسيبال للأبحاث الطبية في برشلونة، إن مركب ترايهالوميثانز Trihalomethanes، أو اختصاراً تي أتش أم THM، هو أحد المركبات الناتجة والتي يمكن أن تدخل الى الجسم عبر الاستنشاق أو الامتصاص من خلال الجلد.
كما لاحظ الباحثون أن الناس الذين يشربون مياه مضافا إليها الكلور، ترتفع نسبة الإصابة بسرطان المثانة بينهم بمقدار 35%، هذا بالمقارنة مع نسبة إصابة الناس الذين لا يشربون مياه الكلور تلك. بالإضافة الى هذا فإن السباحة في مياه المسابح التي يضاف الكلور إليها ترفع من احتمالات الإصابة بسرطان المثانة بمقدار يتجاوز %57 وتبين للباحثين أيضاً أن من يأخذون وقتاً طويلاً في الاستحمام بالمياه التي يضاف الكلور إليها هم عرضة بشكل أكبر للإصابة بسرطان المثانة مقارنة بمن يستغرق استحمامهم فيها وقتاًقصيراً.
وعلل الباحثون سبب ارتفاع خطورة السباحة والاستحمام بالمياه الكلورية مقارنة مع شرب المياه تلك، بالقول إن خطر دخول الكلور إلى الجسم عبر الاستنشاق، في المسابح، وعبر الجلد في المسابح أو الاستحمام هو أعلى من خطر شرب الماء ذلك. لأن ما يمتصه الجسم من الأمعاء يمر بالكبد قبل وصوله إلى بقية أجزاء الجسم بخلاف الذي يدخل عبر الرئة أو الجلد، فهو لن يمر في البداية بالكبد. والمعروف أن الكبد من أحد أهم وظائفه تنقية الدم وحبس السموم التي فيه في داخل أنسجة الكبد كي يتم التخلص منها لاحقاً.
إن الموازنة بين كميات المطهر والمخاطر الصحية يشكل تحدي صعب لموردي المياه. وحالياً يشرب 80 بالمئة من الناس ماء مخلوط بمادة الكلور، ويتم استبدالها أحيانا بالكلورماين الذي يسبب خطراً أقل.
وسنتطرق في أعداد لاحقة عن مضار التعقيم بالكلور على صحة الإنسان وأيضا على شبكة مؤسسات المياه وشبكة المياه المنزلية والبيئة بشكل عام.
أعراض التسمم بالكلور:
التهاب الحنجرة والعيون، والجلد والسعال.
الإعياء.
ضيق التنفس.
التهاب رئوي.
ألام معوية نتيجة إصابة الأنسجة المعوية بالضرر.
الحل:
1. الطريقة الحديثة - الحل الأمثل هو تعقيم المياه بواسطة جهاز يعتمد تكنولوجيا التنشيط الكهروكيميائي للماء والذي لا يعتمد نهائيا على المواد الكيميائية الضارة والخطرة على الصحة مثل الكلور الكيميائي المصدر.
2. الطريقةالتقليدية - تركيب فلتر أو مرشح يحتوي على الفحم المنشط وفعالية هذه الطريقة غير عالية في بعض الأحيان بسبب حاجة الفلاتر للصيانة الدورية والحثيثة التي يتباطأ الناس في إجرائها.
3. لتقليل الخطر المحتمل دون تكلفة ضع إبريق ماء الشرب لمدة خمس أو ست ساعات حتى تتبخر المواد المطهرة.
التلوث بالميكروبات والفيروسات
بينما يقتل الكلور بعض أنواع البكتيريا، إلا انه لا يستطيع إبادة كل الفيروسات، مثل الأنفلونزا، أو الطفيليات التي قَد تكون موجودة في ماء الحنفية. ويعتبر الطفيلي Cryptosporidium أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لانتشار الأمراضِ التي تنتقل بالماء.
أعراض الإصابة بالميكروبات والفيروسات:
هناك أعراض كثيرة ومتنوعة للإصابات الناتجة عن الميكروبات والفيروسات الموجودة في الماء والتي لا يمكن حصرها.
ففي 1993 لوث هذا الطفيلي الذي يعيش على النفايات الحيوانية أو الإنسانية، الماء الصالح للشرب في مدينة ميلوواكي الأمريكية وقتل 100 شخص على الأقل وأصيب 400000 شخص بإعراضه. عادة، يمكن لنظام المناعة الصحي أن يحارب هذا الملوث، ولكن نظام المناعة الضعيف يمكن أن يكون عرضة للإصابة بهذا الطفيلي، الذي يعشش في الأمعاء.
الحل:
1. الطريقة الحديثة - الحل الأمثل هو تعقيم المياه بواسطة جهاز يعتمد التنشيط الكهروكيميائي للماء والذي لا يعتمد نهائيا على المواد الكيميائية الضارة والخطرة على الصحة مثل الكلور الكيميائي المصدر.
2. الطريقة التقليدية - تركيب فلتر أو مرشح اسموزي (ذو تنافذ عكسية) وفعالية هذه الطريقة غير منخفضة جداً بسبب حاجة الفلاتر للصيانة الدورية والحثيثة التي يتباطأ الناس في إجرائها بالإضافة إلى أن الفلترة لا تقتل جميع أنواع الجراثيم والميكروبات والطفيليات والأحياء الدقيقة الضارة.
3. كما يجب على الأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة اتخاذ إجراءات وقائية إضافية لضمان أن لا يتعرضوا للإصابة بهذا الطفيلي. كما يجب التأكد من أن المياه المعبئة مضمونة.
الملوثات الصناعية والزراعية
يمكن أن تجد المواد الكيماوية الصناعية من النباتات ومبيدات الحشرات طريقها إلى مياه الشرب بعد أن يتخلص منها المصنع أو المزرعة. وتقل نسبة التلوث إذا كانت المدينة أعلى من المصنع أو المزرعة بحيث لا تختلط مياه الصرف الخاصة بالمصانع أو المزارع بمياه المدينة.
الحل:
1. فحص الآبار بشكل دوري منتظم أو سنوياً للتأكد من عدم وجود نترات وبكتيريا.
2. مراقبة النشاطات حول البئر لضمان عدم تسرب مواد كيماوية إلى الماء مثل الطلاء واتخاذ الإجراءات الحكومية الصارمة لمنع حصول مثل هذا التلوث.
هناك من الدلائل ما يفيد سوء استغلال الإنسان لبيئته المائية متمثلاً ذلك في استنزاف الموارد المائية العذبة وتلويث مجاريها ومسطحاتها، وبالرغم من الأهمية القاطعة للمياه التي تفرض على الإنسان مسئولية الحفاظ عليها, لأنها جزء من الحفاظ على حياته وحياة الكائنات الحية المحيطة به والمسخرة له، فلا بقاء لهذه الكائنات بدون الماء، كما أنه لا بقاء للبيئة كلها في ظل عدم توفر الماء العذب الصالح للاستخدام. ومشكلات نقص وتلوث المياه ليست مشكلات فنيه خالصة، بل لابد من مشاركة جميع أفراد المجتمع والحكومات في علاج هذه المشكلات، وذلك عن طريق توعيتهم وتربيتهم تربية مائية تركز على إنماء الوعي المائي وتنمية المهارات والاتجاهات والسلوكيات السليمة لدى المواطنين وتطوير الحكومات للقوانين والتشريعات المجدية واستخدام أحدث وأفضل الطرق لتنقية وتعقيم مياه الشرب والصرف الصحي للمحافظة على صحة الإنسان ونظافة بيئته.
الماء العذب والمعقم هو سر الحياة ومصدر الصحة لنا ولأولادنا من بعدنا